ما علاقة دحلان والمخابرات الحربية باختطاف الشبان الأربعة قرب معبر رفح ؟
لا يزال الغموض يكتنف حتى اللحظة مصير 4 فلسطينيين اختطفوا في سيناء ،الرواية المتدوالة لحادث الاختطاف تقول أن مسلحين اعترضوا الحافلة التي تقل الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة إلى داخل الأراضي المصرية وأوقفوها بعد إطلاق النار عليها عنوة ثم صعد ملثمون ليقتادوا أربعة شباب من الحافلة بالاسم دون غيرهم إلى مكان مجهول حتى هذه اللحظة.
مجريات عملية الخطف تُظهر أنها وقعت تحت أعين ونظر الجهات الأمنية المصرية، وما يثير الريبة أكثر انه ومنذ ذلك الحين وحتى اللحظة لم تعقب الجهات الرسمية في مصر على الحادث !!
العملية فيما يبدو من ملابساتها أن وراءها جهاز استخباراتي فاعل في المنطقة، أو أنها عملية اختطاف متفق عليها بين أطراف مختلفة، وهي أسلوب جديد يهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في هذه المنطقة والتي تعتبر الرئة الوحيدة المتبقية لقطاع غزة المحاصر، يتم فيها محاولة خلط للأوراق لزيادة التضييق على غزة.
هذا وقد تناقلت وسائل إعلام تصريحات نُسبت إلى “شيخ قبيلة الرميلات سلامة أبو رباع” اتهم فيها جهاز المخابرات الحربية التابع للجيش المصري بتدبير حادثة الاختطاف. كذلك فإن العديد من الشبهات توجه أصابع الاتهام إلى جهات سيادية مصرية بشكل أو بآخر.
هذا وقد برزت “تغريدة” للمراسل الإسرائيلي في القناة الإسرائيلية الرسمية، غال برغر، الذي نقل عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها أن القوات المصرية هي التي تقف وراء العملية. وأفاد المراسل أن المختطفين هم من وحدة الضفادع التابعة للقسام وأنهم كانوا في طريقهم إلى إيران.
وعلى صعيد متباين ثمة رأي آخر في هذا الصدد يوجه الاتهام مباشرة للمخابرات الحربية المصرية (الجهاز الأمني الأكثر توغلاً في الدولة المصرية منذ انقلاب الثالث من يوليو وصعود الجيش إلى سدة الحكم)، فالمخابرات الحربية تستعدي حركة حماس بكل الطرق وترى ضرورة استمرار حصار قطاع غزة لاستمرار الحركة في السيطرة على القطاع، وأيضا لارتباط جذور حركة حماس بالإخوان المسلمين العدو الأول للجيش المصري حاليا، وهو سبب كاف لدى المخابرات الحربية المصرية لوضعها في مصاف الأعداء ودفع الأذرع الإعلامية للترويج عن تورطها في عمليات إرهابية داخل مصر.
لذلك رجح البعض فرضية تورط المخابرات الحربية المصرية في هذا الحادث أو على الأقل تسهيله لصالح أحد الأطراف، لأن ملابسات الحادث تشير وبقوة إلى أن الأطراف الأمنية المصرية هي فقط من تملك المعلومات عن هوية المسافرين وغرض سفرهم.
الأغلب ان تكون هناك “جماعات مرتبطة بعناصر فتحاوية هاربة من قطاع غزة وتتبع للقيادي محمد دحلان تنشط في سيناء، ويعرفها الأمن المصري جيداً، وهم يعملون على محاولات لخلط الأوراق سياسياً بين حماس والسلطات المصرية وإعادة التوتر بين الجانبين، مما يؤثر بشكل كبير على التحرك السياسي والتحسن الطفيف الذي يظهر في علاقة حماس بمصر حيث أن الحادث جاء في إطار تفاعل إيجابي في العلاقات الثنائية وجاءت عملية الخطف على إثر تواجد محمد دحلان في مصر.
وهناك احتمال ثالث لا رابع له وهو ان يكون جهاز الموساد الاسرائيلي وراء تلك العملية، وما يدلل على احتمالية ان يكون الموساد وراء تلك العملية هو قيام الموساد “الإسرائيلي” بعملية اختطاف سابقة قامت بها باختطاف الفلسطيني والناشط السابق في الجهاد الإسلامي، وائل أبو ريدة، من سكان بلدة خزاعة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة أثناء تواجده في جمهورية مصر العربية برفقة أحد أبنائه الذي كان يتلقى العلاج بالقاهرة قبل حوالي عامين من الان.
بكل الأحوال هذا الأمر لم يكن ليحدث دون وجود يد أمنية لجهاز سيادي مصري سواء بالتقاعس أو بتسريب معلومات استخباراتية عن هوية المختطفين، في حين أن جهات استثمرت هذا الاختطاف جيدًا في خلافها مع حركة حماس سواء من الجماعات السلفية الجهادية التي تكفر حماس أو لفلول دحلان أو لوحدات استخباراتية إسرائيلية للضغط على الحركة بطريقة ما.
0 تعليقات