حماس تجيب..ماذا لو فشلت زيارة وفد المنظمة إلى غزة؟

حماس تجيب..ماذا لو فشلت زيارة وفد المنظمة إلى غزة؟ 
 
 
 
صرح عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن وفدا برئاسة عزام الاحمد بصدد زيارة غزة قريبا لإجراء مباحثات مع حركة حماس حول العروض التي تلقتها الحركة فيما يخص مشاركتها في المجلس الوطني الفلسطيني الذي سينعقد قبل نهاية العام ،وإمكانية أن تشارك الحركة في حكومة الوحدة الوطنية "حكومة اللجنة التنفيذية".

حركة حماس سارعت بالتعليق على لسان المتحدث باسمها د.سامي أبوزهري الذي اكد أن الحركة لم تبلغ رسميا بهذه الزيارة،ما أعطى انطباعا عاما للمواطن الفلسطيني أن الامور تسير في اتجاه ينذر بالتشاؤم تجاه المحادثات المرتقبة قبل ان تبدأ.

 لكن على عكس الانطباع السائد ،أكد د.احمد يوسف القيادي البارز في حركة حماس أن الحركة ستتعاطى "بإيجابية " مع الزيارة المرتقبة.
وأوضح د.أحمد يوسف في تصريحات خاصة لـ"دنيا الوطن" أن هنالك ترتيبات لعقد زيارة لوفد من منظمة التحرير الى غزة ومحاولة لتحريك ملف الحكومة.

واعتبر يوسف ان "رد حماس بعدم تبليغها  بهذه الزيارة لا يحمل أي توجهات سلبية على العكس فحماس ترحب بأي نوع من الزيارات التي يمكن أن تجمع شملي الوطن" .
وأضاف: "نحن في هذا الوقت أحوج الناس الى بعضنا البعض ،فالتحديات الجسام التي يفرضها الاحتلال علينا والتجاوزات التي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي في القدس والضفة الغربية كلها تستدعي وقفة وطنية واحدة وقفة رجل واحد خلف المشروع الوطني ".

وعن الملفات المطروحة للنقاش في هذه الزيارة قال يوسف "أن حركة حماس لا تريد لأي طرف أن ينفرد بالقرار وانما يجب على الاطار القيادي المؤقت للمنظمة أن يتفعل وأن ينتج عنه استراتيجية وسياسات ومواقف في قضايا ما يتعلق بشكل الحكومة ،والحديث عن حكومة وحدة وطنية ،والانتخابات وعقد المجلس الوطني كذلك الملفات التي يمكن أن تُطرح حول بعض صور المعاناة التي يعيشها قطاع غزة، وتخفيف الحصار المفروض عليها  بالإضافة لبرامج الاعمار المطلوب تحريكها بشكل أفضل ، كل هذه القضايا سيتم طرحها بالتأكيد في اثناء الزيارة".  

وتابع يوسف: " حركة حماس يحذوها الأمل بأن أي لقاء سينبثق منه النور ،وأي لقاءات تتم بين حماس وفتح هي ايجابية بغض النظر عن نتائجها  المباشرة من هذه الاجتماعات ،مؤكدا أن اللقاءات دائما مهمة ،فهي ينتج عنها قرارات ومثل هذه القرارات يتم تفعيلها لاحقا فقد اتفقنا في الدوحة والقاهرة لكن لم نتابع هذه اللقاءات والحوارات حتى يتم تفعيل ما جرى سابقة من اتفاقات فيها" .

ونوّه :"هذه اللقاءات هي محاولة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا وبالتالي أي حراك وأي لقاءات هي مظاهر ايجابية وهي تبعث الأمل في الشعب الفلسطيني من أجل الخروج من المأزق الذي نعيشه اليوم بسبب الخلافات" .

وشدد يوسف  على أن "حماس والجهاد والاسلامي والمبادرة الوطنية منذ سنوات تُطالب أن تكون جزء من المجلس الوطني وجزء من هذه التركيبة باعتبار المجلس الوطني أهم مرجعية لاتخاذ القرار في الساحة الفلسطينية، وبالتالي يجب أن نضع أُسس واُطر لدخول هذه الأحزاب للمجلس الوطني لتفعيله" .

وحول المخاوف من فشل مثل هذه الزيارة قال "لن يحدث شيء إذا فشلت الزيارة مثلها مثل أي لقاءات سابقة ،وسيكرر الطرفان المحاولة مرة ثانية من أجل أن يصل الجميع الى قناعة بان نسلم الى بعضنا البعض ،فالمطلوب من الجميع ان يمضي قدما من أجل أن ينجح اللقاء المجلس الوطني وكل هذه يحدده الاطار القيادي المؤقت للمنظمة في هذه المرحلة، لأن أي تفرد في السلطة من أي طرف هو الذي يؤدي الى اضعاف الجميع" .

وأضاف في حديثه لدنيا الوطن "الاخفاق في التوصل لتفاهمات لتفعيل عملنا الوطني سيكون له انعكاسات سلبية تجاه القضايا الوطنية المتنوعة ،فقد تراجعت القضية الفلسطينية مؤخرا سواء على المستوى الدولي والاقليمي والمحلي  وهذا ما تجلي بشكل واضح في قضية التفاعل مع احداث الضفة والقدس الاخيرة ،وعليه فان كل طرف مطلوب ان يقدم التنازلات من أجل أن نتقدم بخطوات واسعة للأمام".

وختم حديثه لدنيا الوطن بالقول "مثل هذه اللقاءات مفتوحة وكل شيء وارد لطرحه اثناء الزيارة ،وموضوع ما يجري في القدس والضفة قد يُطرح في اطار الدردشات اثناء الزيارة ،والمهم أن يصل الوفد للقطاع حتى يتم الاتفاق على اجندة واضحة للقضايا ،وحماس ستتعامل مع الموضوع بإيجابية والمهم ان نخرج من هذه الورطة التي سببها الانقسام ،مؤكدا نأمل ان تستعيد القضية الفلسطينية عمقها الدولي والعربي